Skip to main content

عيش متحف برج داود حاليًا عملية ترميم شاملة بما فيها الإتاحة والحفظ بتكلفة تصل إلى 50 مليون دولار، بدعم من صندوق كلور إسرائيل ومن بلدية القدس ووزارة القدس والتراث ووزارة الثقافة، ووزارة السياحة، ومؤسسة باتريك ولينا ديرهي، والأصدقاء الأمريكيين للمتاحف في إسرائيل والصندوق القومي لإسرائيل.

من الاختبارات الهندسية التي أجريت في المئذنة التي أقيمت عام 1635، تم تحديد شقوق في الهيكل الذي تم إنشاؤه على ما يبدو بسبب النشاط الزلزالي على مر السنين. في ضوء ذلك، بادر المتحف بأعمال ترميم المئذنة والتي ينفذها مدير الترميم في سلطة الآثار وهو من اختصاصه. من أجل تنفيذ المشروع، تم توظيف أفضل الخبراء والتقنيات الرائدة من أجل الحفاظ على المئذنة وتثبيتها. في هذه الأيام، يتم تنفيذ المرحلة الأخيرة من مشروع الترميم، والتي تشمل تثبيت المئذنة.

مديرة متحف برج داود وأمينة المعارض فيه، السيدة إيلات ليبر: “كان لي شرف قيادة وإدارة مشروع تجديد متحف برج داود الواقع في قلعة القدس القديمة، والذي يتم تجديده الآن من خلال عمليات حفظ وترميم واسعتَي النطاق. إن مواقع التراث العالمي هي رموز لثقافة تمتد عبر الأجيال وتخلق كلاً من المشهد الحضري الحديث والذاكرة التاريخية. لقد أتيحت لنا الفرصة التاريخية للحفاظ على برج داود، برج القلعة للأجيال القادمة ورمز مدينة القدس الذي يقف عند مدخل البلدة القديمة ويستقبل الزوار منذ عام 1635 حتى يومنا هذا، والآن يجب أن نضمن استمرار وجود القلعة على مر القرون. سيقوم المشروع بإصلاح الأضرار التي حدثت مع مرور الوقت والمشاكل الناشئة عن الاهتراء الطبيعي لأحجار القلعة “.

لو كان في وسع جدران قلعة داود أن تتكلم، ماذا كانت ستكشف؟

ما الذي كانت سترويه عن الأحداث التاريخية المثيرة، التي أبقت بصمتها وصاغت صورة مدينة القدس طوال آلاف السنين؟

متحف برج داود هو موقع تاريخي استثنائي في القدس – وفي العالم كلّه. مقرّ المتحف هو قلعة القدس، أحد رموز المدينة، والتي تروي قصّة عُمرها أكثر من 3,000 سنة. كانت جدران القلعة والمكتشفات الأثرية التي بين جدرانها جزءًا من الأحداث التي صاغت صورة القدس منذ حقبة ملوك يهوذا زمن الكتاب المقدس إلى أيامنا. موقع القلعة – في نقطة الاتصال بين شرق المدينة وغربها، يمثّل الحوار المستمرّ بين القدس القديمة والقدس المعاصرة. يرتفع برج داود فوق أسوار البلدة القديمة، يُشاهَد عن بُعد، ويستقبل زوّار البلدة القديمة في المدخل الرئيسي للمدينة، من باب الخليل. عام 2014 افتُتح أمام زوّار برج داود جناح جديد، “القِشلة”، مُعتقَل قديم تفتح الجولة فيه بابًا لأعماق تاريخ القدس وتكشف قصصًا تحبس الأنفاس عن قصّة المبنى. طوال السنة يعرض المتحف معارض مختلفة وكذلك أحداثا ثقافية وعُروضا، تجذب جمهورا عريضا من زوّار من مختلف الأعمار، الديانات، والأعراق، وتدعو عشّاق المدينة إلى التعرُّف، إلى القدس، ملامستها، وعيش تجربتها من وجهة نظر مُعمَّقة، مثيرة، ومُدهِشة. في هذه الفترة يجدّد المتحف شكله كي يستمرّ في تحقيق رؤيته أن يكون الموقع الرئيسي والأكثر إتاحة الذي يحكي قصّة القدس بأكملها. بعد عملية تخطيط مُركَّبة ومستمرة، بدأنا عام 2020 بمسار هائل الحجم من الترقية والتجدُّد، ترسم مستقبل المتحف في العقود التالية. تتضمّن عملية التجدُّد التي نقوم بها صيانة القلعة القديمة، تجديد المتنزه الأثَريّ، إقامة مركز للزوّار، سبع صالات عرض ومعرضًا ثابتًا، مقهى، تجديد البنى التحتية، كشف الحفريات الأثرية، وتحسين الإتاحة. تساهم هذه الأمور كلّها في جعل برج داود أحد أبرز المتاحف في العالَم التي تعرض عِلم الآثار، التاريخ، ومُكتشَفات نادرة بطريقة متجدّدة، إبداعية، ومُتاحة.

بسبب أعمال الترميم، المعرض الثابت للمتحف مُغلَق، كما أنّ مُجسَّم القدس في القرن التاسع عشر مُغلَق للصيانة والعناية، ومسارات الجولات مُتاحة جزئيّا للكراسي المتحرّكة. تتضمّن زيارة المتحف مسارَي للجولات في الهواء الطلق: على امتداد الساحة الأثَرية،

في الخندَق المائي وفي القِشلة، إضافة إلى مَطلّ مُذهِل من برج فصايل 360° إلى المدينة. الجولات يرافقها دليل صوتيّ.

يُفتتَح المعرض الثابت الجديد خلال عام 2022.

إنشاء المتحف

افتُتح المتحف، المُقام على أساسات غُرَف الحِراسة القديمة للقلعة، أمام الجمهور العريض في نيسان 1989. سعى المبادر إلى الفكرة، رئيس بلدية القدس الراحل تيدي كوليك، إلى إعادة تقليد عريق كان قائمًا أيام الانتداب البريطاني، حيث كان المكان يُستخدَم كمجمّع ثقافي، كمستضيف لمعارض متبدّلة (1921 – 1932)، وكذلك للمناسبات الثقافية. تضمنت عملياتُ الإنشاء حفريّاتٍ أثرية، إلى جانب ترميم حيّزات واسعة في القلعة وملاءمتها لأغراض المتحف اليوم. وإلى جانب ترميم غرف الحراسة لإقامة المعرض الثابت فيها، جرت أعمال ترميم أيضًا للقاعة الصليبية التي تُستخدَم اليوم للمعارض المتبدّلة. كما أُقيم كورنيشان (ممشَيان) على امتداد أسوار القلعة، ومسارات مشي بين المُكتشَفات الأثرية التي في ساحة القلعة.